تراخوما

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

التراخوما Trachoma

تعد التراخوما إحدى مسببات العمى. وهي حالة التهابية مزمنة للقرنية والملتحمة تسببها الجراثيم داخل الخلوية المجبرة المتدثرة الحثرية. وهي جراثيم صغيرة سلبية الغرام، كانت قد عُدت في السابق فيروسات، إلا أنَّ احتواءها على دنا ورنا وريبوزومات وقدرتها على صنع بروتيناتها وحموضها النووية جعل تصنيفها جراثيم حقيقية. كما تملك غشاءً خارجيًا وداخليًا مشابهةً في ذلك الجراثيم سلبية الغرام، ولديها عديدات سكريد شحمية، لكنها لا تمتلك طبقة ببتيدوغليكان.

العدوى

يمكن أن تنتشر هذه الجراثيم بالاتصال المباشرة مع عين الشخص أو أنفه؛ أو قد تصل بالاتصال غير المباشر، كالانتقال عبر الملابس أو الحشرات عندما تصبح بتماس مع عين الشخص أو أنفه. كما يمكن للشروط الصحية السيئة أن تزيد من احتمال انتشار المرض. يحدث انتقال المرض أساسًا للأطفال من أمهاتهم اللاتي تعتنين بهم.

وتكرار حوصل الإصابة أو تعزيزها ضمن العائلة الواحدة يسبب التهاب ملتحمة مزمن شديد أو جريبي (تراخوما نشطة)، ما يمكن أن يؤدي إلى تندب تَرْصِيّ (متعلقة بالغضروف الجفني) للملتحمة. يؤدي هذا التندب لتشويه الصفيحة الغضروفية الجفنية العليا، وقد يؤدي عند البعض إلى شتر داخلي entropion وتشعر. ما يؤدي في النهاية لسحج قرني وتندب القرنية وتعتيمها، وأخيرًا العمى.

الإمراضية

يمكن أن تتسبب بالتراخوما أيٌ من الأنماط المصلية A وB وBa وC للمتدثرة الحثرية.

تسبب العدوى التهابًا، والذي يكون ارتشاحًا للخلايا اللمفاوية وللوحيدات أساسًا، مع خلايا بلازمية وبالعات في الجريبات. تعد الجريبات نموذجيًا مراكز هذه الجراثيم الإنتاشية. تسبب عدوى الملتحمة المتكررة التهابًا مطولًا يؤدي إلى تندب الملتحمة. يرتبط هذا التندب مع ضمور البطانة الملتحمية وفقدان الخلايا الكأسية واستبدال الطبقة السدوية تحت البطانية الوعائية الطبيعية بأربطة سميكة من الكولاجين الرابع والخامس.

التغيرات السريرية هي من نمط تفاعل فرط الحساسية المتأخر لمستضدات المتدثرة. ما يحفز استجابةً مناعية للمراكز الإنتاشية وارتشاحًا التهابيًا شديدًا وتشكل حليمات. وبمرور الوقت يؤدي الالتهاب الشديد لتشكل تندبات تسبب تقبض والتواء صفيحة الغضروف الجفني للجفن العلوي مؤديةً إلى حصول شتر داخلي وتشعر.

التشخيص

يعتمد التشخيص في المناطق التي تنتشر فيها الوبائية بهذا المرض غالبًا على المظاهر السريرية فحسب. ولتأكيد التشخيص السريري فإنَّ من أفضل التقنيات المستخدمة هي فحوصات مضاعفة الحمض النووي (NAAT) والتي منها تقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل.

من التقنيات الأخرى هي المقايسة المباشرة للأضداد وحيدة النسلية الموسومة تألقيًا (الأضداد المتألقة المباشرة [DFA]) وكذلك المقايسة المناعية بالأنزيم (EIA) لمسحات الملتحمة. وهي أقل حساسية من فحوصات مضاعفة الحمض النووي (NAAT). ومن الطرق الحديثة الزراعة الخلوية، والتي تتطلب مخابر عالية التخصص، كما أنَّها مرتفعة التكلفة. لكن نوعيتها عمليًا 100% إلا أنَّ حساسيتها متوسطة.

العلاج

أطلقت منظمة الصحة العالمية استراتيجية سمتها باستراتيجية SAFE لعلاج الحالة، وهي اختصار لـ:

  • S: Surgical: الجراحة.
  • A: Antibiotics: الصادات الحيوية.
  • F: Facial cleanliness: نظافة الوجه.
  • E: Environmental improvement: تحسين البيئة المحيطة.

الصادات الحيوية

أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام صادين حيوين للسيطرة على التراخوما، وهما: الأزيثرومايسين فموياً، والتتراسيكلين كمرهم عيني. كما أبدى الأزيثروميسين كقطرة عينية فعالية جيدة.

ويعد الأزيثرومايسين هو الدواء المفضل لعلاج الحالة، ففعاليته أعلى من التتراسيكلين، كما أنَّه يؤخذ بجرعة واحدة لهذه الحالة، وتأثيراته الجانبية قليلة.

نظافة الوجه

تشير الدراسات الوبائية ودراسات المجتمع العشوائية إلى أنَّ نظافة الوجه عند الأطفال تنقص كل من خطر وشدة التراخوما النشطة.

تحسين البيئة

التحسينات العامة في العادات الصحية الشخصية والمجتمعية تترافق تقريبًا عالميًا مع نقص في انتشار التراخوما.

الجراحة

تجرى الجراحة على الجفن لتصحيح التشعر؛ وهي هامة، حيث يسبب التشعر خطرًا كبيرًا في تضرر الرؤية والعمى؛ ويمكن أن تمنع الجراحة ذلك.

المصادر

https://emedicine.medscape.com/article/1202088-workup#c7