داء هنتينغتون

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 06:54، 5 سبتمبر 2012 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'==تعريف== *هو مرض تنكسي مترقٍ يُسبب تلف خلايا عصبية معينة في الدماغ، و كنتيجة لذلك تظهر حركات ل...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تعريف

  • هو مرض تنكسي مترقٍ يُسبب تلف خلايا عصبية معينة في الدماغ، و كنتيجة لذلك تظهر حركات لا إرادية و اضطرابات عاطفية و تدهور في الحالة العقلية.

الوصف

داء هنتينغتون مرض وراثي، تظهر أعراضه و علاماته عادةً في منتصف العمر, و عادةً ما تكون وطأة المرض أشد و تطوّر الأعراض أسرع إذا أصاب الأعمار الأصغر سناً، و نادراً ما يُصاب الأطفال بداء هنتينغتون.

تتوفر الأدوية للمساعدة في تدبير أعراض و علامات داء هنتينغتون، و لكن العلاج لا يمنع التدهور العقلي و الجسدي المرافق لهذه الحالة.

الأعراض

يمكن أن تتنوع أعراض و علامات داء هنتينغتون بشكل واضح من شخص لآخر، و يتطور داء هنتينغتون ببطء عادةً، و تتعلق شدة الأعراض و العلامات بدرجة تلف الخلية العصبية. تحدث الوفاة بهذا المرض عادةً بعد حوالي 10 – 30 سنة من ظهور الأعراض، و قد يكون تطوّر المرض أسرع لدى الناس الأصغر سناً.

تتضمن الأعراض و العلامات الباكرة لداء هنتينغتون

  • تغيرات شخصية، مثل الاهتياج أو الغضب أو الاكتئاب أو فقدان الاهتمام.
  • نقص القدرات المعرفية، مثل صعوبة اتخاذ القرارات أو تعلم معارف جديدة أوالإجابة على الأسئلة و تذكر المعلومات الهامة.
  • مشاكل بسيطة في التوازن.
  • حركات خرقاء.
  • حركات وجهية لا إرادية، مثل التكشير.

تتضمن الأعراض و العلامات اللاحقة لداء هنتينغتون

  • حركات لا إرادية تشنجية مفاجئة في الجسم (رقص).
  • مشاكل خطيرة في التوازن و التنسيق.
  • حركات عين سريعة و متشنجة.
  • كلام بطيء أو متردد أو متلعثم.
  • مشاكل البلع.
  • عته.

أعراض و علامات داء هنتينغتون لدى الشباب التي تشابه أعراض و علامات داء باركنسون

  • صلابة عضلية.
  • رعاش.
  • حركات بطيئة.

يمكن أن تحدث النوبات أيضاً لدى المرضى الذين ظهرت عندهم أعراض باكرة لداء هنتينغتون.

يجب استشارة الطبيب عند ملاحظة تغيّرات في الحركة أو السيطرة العاطفية أو القدرة العقلية، و يمكن أن تكون هذه الأعراض و العلامات نتيجة حالات عديدة لذا ليس من الضرورة أن تشير لداء هنتينغتون.

يمكن مناقشة الطبيب في حال وجود قصة عائلية لداء هنتينغتون حول اختبار المورثات الذي يستطيع تحديد وجود أو عدم وجود المورثة المُصابة. إنَّ قرار إجراء الفحص الجيني هو قرار شخصي، إذ أنَّ عدم معرفة البعض بوجود المورثة المعيبة لديهم يوترهم و يشتتهم، و بالمقابل فإنَّ البعض الآخر يرهق من معرفة أن الحالة سوف تتطوّر لديهم، في حال الشك فيما إذا كان الاختبار مناسباً للشخص يمكن عندها استشارة الخبير الوراثي الذي قد يساعد في تفسير نتائج الاختبار السلبية أو الإيجابية و يساعد خلال إجراء الاختبار و فيما بعد لمعرفة منافع و مضار الاختبار.

الأسباب

  • إن داء هنتينغتون هو مرض وراثي ينتج عن مورثة شاذة واحدة. يشير الأطباء للمرض كاضطراب صبغي جسمي سائد لأن نسخة واحدة من المورثة المعيبة تورث من أحد الأبوين، تكفي لتُسبب المرض، إذا كان لدى أحد الأبوين مورثة معيبة مفردة فإن نسبة النسل المصاب هي 50 %، بما أن الأعراض و العلامات عادةً لا تظهر حتى منتصف العمر، فإنَّ بعض الآباء قد لا يعرفون بأنهم يحملون المورثة حتى بعد إنجابهم الأولاد مع احتمال توريثهم لهذه المورثة.
  • إذا لم يرث الطفل المورثة المعيبة، فإنه لن يُصاب بداء هنتينغتون و لن يورثه للجيل التالي. في النهاية، سوف يظهر المرض لدى كل شخص يحمل المورثة إذا عاش لفترة طويلة بما فيه الكفاية.
  • اكتشفت الباحثون وجود بروتين يُعبر عنه بمورثة داء هنتينغتون المعيبة و يتفاعل مع بروتين آخر ليغير من طريقة تراكم الكولسترول في الدماغ، يعتبر الكولسترول ضرورياً لخلايا الدماغ السليمة و للشبكة الموجودة بين هذه الخلايا، لكن يجب أن يتواجد الكولسترول بكميات مناسبة و في المكان المناسب، و عندما تتشوش شبكة الخلايا الدماغية, قد تتأثر المهارات الحركية و المعرفية و الكلامية. إذا تمكن العلماء من معرفة طريقة لمنع هذا التفاعل بين البروتينات، قد يتمكنون من تطوير معالجة دوائية موجهة.

المضاعفات

تستمر الأعراض و العلامات بعد ظهور المرض حتى الموت، و رغم أن الأعراض و العلامات تتنوع من شخص لآخر, فإن الوظائف الحيوية كالبلع و الأكل و الكلام و المشي تتدهور عادةً بمرور الوقت، كما يعتبر الاكتئاب عرضاً شائعاً لدى مرضى داء هنتينغتون، إضافة لخطر الانتحار لدى بعض هؤلاء المرضى، لكن ينجم الموت عموماً عن اختلاطات المرض، كالسقوط أو إنتان مثل ذات الرئة.

العلاج

لا يوجد علاج مرضٍ لإيقاف أو عكس داء هنتينغتون، لكن يمكن لبعض المقاربات السيطرة على الأعراض و العلامات، لكن داء هنتينغتون يُسبب في النهاية العجز العقلي و الفيزيائي، و قد يصبح المريض بحاجةٍ لعناية تمريضية منزلية مع تطوّر المرض.

الأدوية

  • تيتربينازينهو الدواء الأول المُصدق من قبل هيئة الدواء و الغذاء لعلاج الأعراض و العلامات الخاصة بداء هنتينغتون.

يُساعد هذا الدواء في إنقاص الحركات التشنجية اللاإرادية لداء هنتينغتون بزيادة كمية الدوبامين في الدماغ، و تتضمن التأثيرات الجانبية المُحتملة الأرق و النعاس والغثيان و عدم الارتياح، و لا ينصح باستعمال هذا الدواء لدى المكتئبين و خاصة ذوي الأفكار الانتحارية.

  • قد تُساعد أدوية متنوعة تشمل fluoxetine وsertraline وnortriptyline في السيطرة على الاكتئاب و حالات الوسواس القهري التي تحدث عند بعض مرضى داء هنتينغتون، كما قد تُساعد أدوية مثل lithium في السيطرة على تقلب المزاج و الانفعالات الشديدة.

يمكن أن تتضمن التأثيرات الجانبية للعديد من الأدوية التي تعالج أعراض داء هنتينغتون فرط الاستثارة و التعب و عدم الارتياح.

المعالجة الكلامية

قد يؤثر داء هنتينغتون على الكلام و القدرة على التعبير عن الأفكار المعقدة، و قد تُساعد المعالجة الكلامية، و يجب تذكير أصدقاء المريض و عائلته و من يعتني به بأن عدم قدرة المريض على الكلام لا تعني بالضرورة أنه لا يفهم ما الذي يحدث حوله، إذ يجب عليهم الاستمرار بالتحدث للمريض و إبقاء المحيط طبيعياً قدر الإمكان.

العلاج الفيزيائي و الوظيفي

يُساعد العلاج الفيزيائي في الحفاظ على العضلات أقوى و أكثر مرونة، مما يساعد في الحفاظ على التوازن و يقلل من خطورة السقوط، كما قد يُساعد العلاج الوظيفي المريض بجعل منزله أكثر أمناً و إعطائه الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة مشاكل الذاكرة و التركيز، و لاحقاً في سياق تطوّر المرض يمكن أن يُساعد العلاج الوظيفي المريض في تحديات الأكل و ارتداء الملابس و النظافة.

العلاجات التجريبية و الأبحاث الحديثة

  • يحاول العلماء العمل على اكتشاف علاجات جديدة لإبطاء مسار داء هنتينغتون.
  • إن أحد مجالات الأبحاث هو مشاركة أنواع معينة من أدوية السرطان و الإيدز، حيث أضعفت هذه المشاركة تطور داء هنتينغتون لدى ذبابة الفاكهة.
  • إن العلاج بالخلايا الجذعية هو سبيل آخر للبحث، حيث يمكن للخلايا الجذعية المزروعة في الدماغ أن تُساعد في إنقاص بعض الضرر الحاصل للعصبونات في الدماغ.
  • أظهرت الدراسات الحيوانية نتائج واعدة، لكن يجب إجراء أبحاث بشكل أكثر.
  • في تشرين 1 عام 2008، بدأت الأبحاث بإجراء التجارب السريرية العشوائية على دواء جديد يدعى ACR16، حيث يقوم هذا الدواء بتثبيت مستويات الدوبامين، التي يمكن أن تحسن الوظائف الحركية و المعرفية و النفسية لدى المرضى.

المصادر

http://www.epharmapedia.com/diseases/profile/1454/%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%87%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%86%D8%BA%D8%AA%D9%88%D9%86.html?lang=ar