سرطان الجلد

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 17:17، 9 ديسمبر 2017 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سرطان الجلد''' ==نظرة عامة== هي السرطانات التي تنشأ بسبب نمو خلايا جلدية شاذة لها القدرة على ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سرطان الجلد

نظرة عامة

هي السرطانات التي تنشأ بسبب نمو خلايا جلدية شاذة لها القدرة على الغزو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. وهي ثلاثة أنواع رئيسة:

  • سرطان الخلايا القاعدية.
  • سرطان الخلايا الحرشفية.
  • الأورام الميلانينية.

يطلق مصطلح السرطانات الجلدية غير الميلانينية على النوعين الأول والثاني معاً بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى من سرطانات الجلد الأقل شيوعاً. ينمو سرطان الخلايا القاعدية ببطء، وقد يؤذي الأنسجة المحيطة به، إلا أنه من غير المرجح أن ينتشر إلى مناطق بعيدة في الجسم أو أن يسبب الموت. غالباً ما يظهر هذا السرطان كمنطقة مرتفعة من الجلد غير مؤلمة، قد تكون لامعة مع أوعية دموية صغيرة تمر من فوقها، أو من الممكن أن يظهر كمنطقة مرتفعة من الجلد يصاحبها تقرح. بينما سرطان الخلايا الحرشفية فهو أكثر قدرة على الانتشار إلى أماكن أخرى من الجسم وغالباً ما يظهر ككتلة صلبة متقشرة من الأعلى وقد يتقرح أيضاً. أما الأورام الميلانينية فهي أكثر أورام الجلد عدائية على الإطلاق. من علامات الورم الميلانيني منطقة غامقة من الجلد(شامة أو تسمى الخال) تغيرت بعض خصائصها من حجم، أو لون، أو شكل، أو أصبحت حوافها غير منتظمة، أو أصبحت تحوي أكثر من لون (أسود وبني مثلاً)، أو بدأت تنزف أو تسبب حكة. إن أكثر من 90% من حالات الميلانوما كانت بسبب التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية علماً أن التعرض لهذه الأشعة يزيد من خطر الإصابة بجميع أنواع سرطانات الجلد الثلاثة المذكورة سابقاً ولقد ازداد التعرض لهذه الأشعة بعد أن أصبحت طبقة الأوزون أكثر رقة. يشكل التعرض لهذا النوع من الأشعة خلال مرحلة الطفولة خطراً كبيراً إذ يؤهب للإصابة بسرطان الخلايا القاعدية والأورام الميلانينية بينما يعد مجموع التعرض الكامل لها بغض النظر عن المرحلة العمرية، مؤهباً للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية بشكل خاص. ينشأ حوالي 20% إلى 30% من الأورام الميلانينية من الشَّامات. إن الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم بالإضافة إلى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة كنتيجة لتناولهم أدوية تعمل على إضعاف جهاز المناعة أو كالمصابين بمرض متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

يتم تشخيص المرض عن طريق أخذ خزعة من مكان الورم. ويعتبر استخدام الواقي الشمسي لحجب الأشعة الشمسية، بالإضافة إلى التقليل من التعرض للأشعة فوق البنفسجية طرقاً فعالة لمنع الإصابة بالأورام الميلانينية وسرطانات الجلد الحرشفية. لكن لم يبد حجب أشعة الشمس باستخدام المراهم الواقية من الشمس أي تأثير في التقليل من خطر الإصابة بسرطانات الجلد القاعدية. إن الأورام غير الميلانينة عادةً ما تكون قابلة للشفاء التام. وبشكل عام تتم معالجة أورام الجلد إما بإزالتها جراحياً، أو عن طريق المعالجة الشعاعية أو باستخدام أدوية موضعية مثل: الفلورويوراسيل.

قد تتضمن معالجة الاورام الميلانينية أكثر من علاج معاً، من جراحة، وعلاج كيميائي، وعلاج بالأشعة، بالإضافة إلى المعالجة المستهدفة. أما عن هؤلاء الأشخاص الذين تمكن السرطان وانتشر إلى عدة مناطق من أجسادهم، فإن الرعاية المُلَطِّفة قد تحسن نوعية حياتهم وجودتها.

تعد الأورام الميلانينة واحدة من أعلى السرطانات نسبة من حيث معدل البقيا من بين السرطانات الأخرى، حيث صارع 85% من سكان الدولة المتحدة و90% من سكان الولايات المتحدة هذا المرض وتمكنوا من العيش معه لأكثر من 5 سنوات.

وبائيات المرض وانتشاره

على الصعيد العالمي، يعد سرطان الجلد أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، حيث يشكل 40% على الأقل من حالات السرطان عموماً ويشيع عند ذوي البشرة فاتحة اللون أكثر من ذوي البشرة السمراء. ويعد سرطان الخلايا غير الملانينية أكثر شيوعاً من بقية سرطانات الجلد الأخرى، حيث يسجل ما معدله 2-3 مليون حالة لكل سنة على الأقل. يعتبر هذا الرقم قريباً جداً من النسبة الحقيقية لكن بالرغم من ذلك لا توجد إحصاءات كافية تفي بالغرض. يشكل سرطان الخلايا غير الملانينية (80% من سرطانات الخلايا القاعدية، و20% من سرطانات الخلايا الحرشفية) من السرطانات التي من النادر ما تؤدي إلى الموت.

في الولايات المتحدة الأمريكية كانت نسبة الحالات التي توفيت بسبب هذا النوع من السرطانات أقل من 0.1% من مجموع وفيات مرضى السرطان. ففي عام 2012 سجلت 232000 حالة ورم ميلانيني حول العالم، 55000 منهم ماتوا نتيجة لهذا السرطان. تمتلك أستراليا ونيوزيلاندا النسب الأعلى للأورام الميلانينية بين البلدان الأخرى من العالم. أصبحت أنواع سرطان الجلد الثلاثة الرئيسة أكثر شيوعاً في ال 20 إلى 40 سنة الأخيرة، خاصة في بلاد القوقاز.

التصنيف

يوجد ثلاثة أنواع رئيسة من سرطان الجلد: سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، والأورام الميلانينية الخبيثة.

سرطان الخلايا القاعدية Basal cell carcinoma

Basal cell carcinoma.jpg

تظهر سرطانات الخلايا القاعدية في المناطق الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس، خاصةً في الوجه. من النادر أن تنتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم وتتسبب بموت المريض. يعالج هذا النوع من السرطانات بسهولة جراحياً أو باستخدام العلاج الشعاعي. لاحظ في الصورة التالية الشفافية اللؤلؤية واللون اللحمي، والأوعية الدموية الصغيرة الموجودة على سطح البشرة، وجود التقرح في بعض الأحيان الذي يعد من الخصائص المميزة لهذا السرطان. العلامة المميزة هنا هي الشفافية.


سرطان الخلايا الحرشفية Squamous Cell Carcinoma

Squamous Cell Carcinoma.jpg

يطلق مصطلح سرطان الخلايا الحرشفية على الورم الظهاري الخبيث الذي ينشأ بشكل أساسي من طبقة البشرة من الجلد أو من الغشاء المخاطي الحرشفي أو من المناطق التي حدث بها حُؤول (Metaplasia) حرشفي. بالعين المجردة، يكون الورم مرتفعاً، مُتَفاطِر، أو من المحتمل أن يكون به تقرحات مصاحبة بحواف غير منتظمة. أما مجهرياً، تكون خلايا الورم قد دمرت الغِشاءُ القاعِدِيّ وكونت صفائح أو كتل كثيفة لها القدرة على غزو النسيج الضام السفلي (طبقة الأدمة). تكون خلايا الورم في السرطانات جيدة التمايز متعددة الأشكال، لا نموذجية، لكن بالرغم من ذلك تبقى شبيهة بالخلايا المتقرنة الطبيعية الموجودة في طَبَقَةُ الخَلاَيا الشَّائِكَة (كبيرة، متعددة الأضلاع، مصاحبة لخلايا أيُوزِيْنِيّة (وردية) السيتوبلازما، وافرة العدد، نواتها مركزية) إن عملية التخلص منهم مشابهة لتلك التي تحدث في طبقة البشرة الطبيعية؛ بدايةً خلايا قاعدية غير ناضجة موجودة عند الحافة، ثم تصبح أكثر نضجاً كلما اقتربت إلى مركز الكتلة السرطانية. تتحول خلايا الورم إلى خلايا حرشفية متقرنَّة، مكونةً بذلك عقد مدورة مصاحبةً إياها طبقات صفحائية مركزية تسمى "أعشاش خلوية" أو " لآلئ كيراتينية/ظِهارية".

ويكون السدى المحيط قليل الحجم ويحتوي على رشح التهابي (خلايا لمفاوية). تحتوي سرطانات الخلايا الحرشفية ضعيفة التمايز على خلايا متعددة الأشكال بشكل أكبر ولا يوجد بها تقرُّن. يعد سرطان الخلايا الحرشفية شائعاً نوعاً ما إلا أنه ليس أكثر شيوعاً من سرطان الخلايا القاعدية، لكنه ينتقل إلى مناطق أخرى من الجسم بشكل أكبر منه. وبالرغم من ذلك، يعتبر معدل انتقاله قليلاً نوعاً ما، باستثناء حالات معينة، كحالات سرطان الخلايا الحرشفية التي تظهر في الشفاه، أو الأذن، أو في الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة. ومن الشائع أن يظهر أحمر اللون كما في الصورة التالية ومكسواً بالجلبات (أي المكسو بقشرة جافة صفراء اللون)، أو لطخة متقشرة، أو نتوء أو تحدب وغالباً ما يكون ورماً سريع النمو.


الأورام الميلانينية الخبيثة Melanoma

Melanoma.jpg

وهي الأقل حدوثاً بين الأنواع الثلاثة الشائعة لسرطان الجلد وغالباً ما تنتقل إلى أماكن أخرى من الجسم ومن الممكن جداً أن تؤدي إلى الموت بعد انتشارها في الجسم. المظهر الشائع لها هي منطقة من الجلد غير متماثلة، ذات حواف غير منتظمة، يوجد بها تنوع واختلاف في اللون، غالباً ما يكون قطرها أكثر من 6 مم كما يظهر في الصورة التالية: