مرارة

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.

الحويصل الصفراوي أو المرارة


ImagesCA2HBXFZ.jpg

تعتبر المرارة من الأعضاء الهامة داخل الجسم نظراً لما تحتويه من وظائف في غاية الأهمية. اعتاد الأطباء الأقدمون على أن يطلقوا عليها مسمى الكيس الأصفر, وهي تعمل على تنقية الكبد من الفضل الرغوي وتساعد على تنظيف الدم وتحريك البراز وتنظيف الأمعاء. ‏توجد في المنطقة اليمنى من البطن وتحديداً أسفل الكبد, وتعد بمثابة كيس عضلي صغير الحجم يشبه الكمثرى في الشكل, وهي مزودة بفتحة واحدة من الأعلى مرتبطة عبر أنبوبة قصيرة متفرعة من قناة أطول (القناة المرارية) تأتي من الكبد وتتصل بالجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أو ما يعرف "الإثنى عشر" حيث تفرز المادة الصفراء وهي ما تسمى بالعصارة المرارية المخزنة بالمرارة.

‏هذه العصارة تعمل على المساعدة في هضم المواد الدهنية وامتصاصها عند وصول الطعام إلى الأمعاء حيث يقوم الغشاء المبطن للأمعاء بإخبارها بحاجته للعصارة لإتمام عملية الهضم وذلك عن طريق ارسال رسالة كيميائية قوية تتمثل في هرمون كوليسيستوكاينين CCK الذي ينتقل إلى المرارة عبر الدم. وبدورها تبدأ في الانقباض من خلال الطبقة العضلية التي تغلفها مما يساعد على وصول العصارة المطلوبة في الهضم وامتصاص المواد الدهنية والكوليسترول والفيتامينات ذات الذوبان الدهني ‏. وأثناء مرورها في الأمعاء سواء الدقيقة أو الغليظة فإنها تتعرض لتفاعلات ينتج عنها تغير في لونها حيث يميل إلى البني بدلا من الأصفر. أما في حالات الاسهال فيلاحظ عدم وجود متسع من الوقت لتحويل ‏اللون لذلك يكون البراز مائلاً إلى الاخضرار كما هو الحال بالنسبة للأطفال.

‏في فترات ما بين الوجبات فإن هذا السائل لا يدفع إلى الأمعاء نظراً لعدم وجود طعام. لذلك يظل يتجمع داخل كيس المرارة التي تقوم بتجميعه وتخزينه وزيادة تركيزه.. وبالرغم من صغر حجمها إلا أنها يمكنها أن تحتوي داخلها على كل ما يفرز يوميا من العصارة عن طريق امتصاص جدارها للماء والاحتفاظ فقط بالمكونات الأساسية. ‏ ‏من أهم الأمراض التي يمكن أن تصيب المرارة تلك الحصيات وهي تتكون عادة عقب الالتهابات المتكررة وبخاصة عند النساء فوق سن الأربعين اللائي يقعدهن كثرة الحمل والولادة وقلة الحركة. يعتبر الغذاء أيضاً من أهم الأسباب الرئيسية لتكوين تلك الحصيات وتحديداً الطعام الشرقي الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهنيات.. إضافة إلى أنه من المعروف عن الكوليسترول أنه يساعد في تكوينها ويتسبب في الالتهابات المعوية التي تكون مسؤولة مباشرة عن الإصابة بالتهابات المرارة الحادة.. واذا حدث وانتقلت هذه الحصيات إلى القنوات المرارية فيؤدي ذلك إلى الإصابة بالصفراء والمغص الحاد الشديد ويترتب عليه الاضرار الشديد بالكبد.

‏عرف منذ قديم الزمن أن زيت الزيتون يسهل على المرارة عملها في ارسال الصفراء إلى الأمعاء. لهذا فإن تناول ملعقتين ‏صغيرتين منه يومياً يحسن حالة المريض. علاوة على أنه ينبغي الحد من تناول الدهون في وجبات الطعام كما أنه لابد من الابتعاد عن الفاكهة ذات الألياف وبالنسبة لذات البذور يجب نزع بذورها وتصفيتها جيداً . أيضاً يتعين الامتناع عن المواد الحريفة مثل الخل والفلفل والمشروبات الغازية والبوظة والسجق. ‏ ‏وازالة المرارة لا تؤثر في الحياة كثيراً لأن القنوات المرارية التي تصلها بالكبد ثم الأمعاء تكبر وتعمل كمخزن للصفراء هذا بالإضافة إلى أن الكبد يمكنه أن يقوم بتخزين الصفراء إذ يعمل كمخزن احتياطي.

توجد حالات لابد من إزالتها ضروريا وهي: ‏

  • عند وجود التهاب مراري حاد مصحوب بارتفاع درجة الحرارة وازدياد الألم الذي يظهر في منطقة المرارة عندما يضغط الطبيب عليها مع تزايد نسبة الكريات البيضاء في الدم.
  • عند الإصابة بنوبات متكررة من المغص المراري الحاد نتيجة لوجود الحصيات.

  • في حالة ظهور صور الأشعة سلبية أي عدم تأدية المرارة لوظائفها ويصحب ذلك الشكوى المتكررة من عسر الهضم المزمن والشعور الدائم بالقيء ووجود الغازات والألم في الناحية اليمنى من البطن.

  • وأخيراً عندما يتعطل عملها بسبب انسداد القنوات المرارية بحصاة ولكي نتقي هذه الحالة لابد من ضرورة إنقاص الوزن بما يتناسب مع الطول.