مكروبات الربو

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 14:36، 5 ديسمبر 2017 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' {{فضل الكاتب الرئيسي|د. بشير الجمال}} '''المكروبات المتعلقة الربو Asthma related microbes''' التهاب التنفس...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. بشير الجمال
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

المكروبات المتعلقة الربو Asthma related microbes

التهاب التنفسي المزمن بعضية الميكوبلازما الرئوية والكلاميديا الرئوية مرتبط بإطلاق أو تفاقم الربو. هذه الأخماج الجرثومية تسبب حالة من التهاب مزمن في الطرق التنفسية السفلية معيقة التصفية الهدبية، وتسبب زيادة في انتاج المخاط و بالتالي حدوث الربو. كما أن الأطفال الذين يتعرضون للأخماج التفسية الفيروسية الشديدة في مرحلة مبكرة في حياتهم معرضون بشكل أكبر لحدوث ربو في مراحل لاحقة من طفولتهم، وهذه الأخماج الفيروسية بشكل أساسي تحدث بسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، و فيروس الرينو(HRV). وعلى الرغم من أن الأخماج بـ RSV تزيد من خطورة الربو في الطفولة المبكرة إلا أن هذه الخطورة تنخفض مع التقدم بالعمر. غير أن HRV يعتبر من الأسباب الهامة لالتهاب القصيبات وبالتالي من الممكن أن يسبب الربو. إن أخماج الطرق التنفسية العلوية الفيروسية عند مرضى الربو الصغار والكبار من الممكن أن تسبب هجمة ربو متفاقمة. وبالتالي هذه الميكروبات تلعب دوراً رئيسا في إحداث الربو عند مرضى الربو غير التأتبي.

تعريف الربو

واحدة من الخصائص التي تشاهد عند مرضى الربو هي استجابة الخلايا الظهارية للأذية عبر زيادة القدرة على انتاج ستوكينات التهابية وتليفية. و بدلاً من اصلاح طبقة الخلايا الظهارية فإن الالتهاب الحاصل والعملية الشفائية الموافقة تؤدي إلى تشكل ندبات وإعادة في تركيب النسيج. وبالتالي فإن الربو هو التهاب مزمن في الطرق التنفسية.

يقسم الربو إلى قسمين: تأتبي(خارجي)، غير تأتبي(داخلي). النوع التأتبي له علاقة وثيقة بالقصة العائلية بينما النوع غير التأتبي يحدث بأعمار أكبر ولا علاقة له بالوراثة. وكما أن النوع غير التأتبي يتصف بسير سريري أشد من النوع التأتبي. بالإضافة إلى أن النوع غير التأتبي قد يحدث بسبب التهابات المزمنة الفيروسية أو الجرثومية.

المكروبات المتسببة بإحداث الربو

الكلاميدوفيا الرئوية

كانت تسمى سابقا بالكلاميديا الرئوية، هي جرثومة عصوية الشكل سلبية تلوين الغرام، تتصف بجسم ذي شكل كمثري محاط بالسيتوبلازما وهذا الشكل المورفلوجي يميزها عن بقية أنواع الكلاميديا مثل التراخومية والطيرية. الكلاميدوفيا الرئوية غير متحركة وذات تنفس غير هوائي و هي من الجراثيم الداخل خلوية المجبرة.

تأثير الكلاميدوفيا الرئوية في المضيف

تستطيع النمو في وحيدات النوى و البالعات والخلايا الظهارية وخلايا العضلات الملساء. تتضاعف في سيتوبلازما الخلية المضيفة. وبما أنها غير قادرة على تركيب الـ ATP فإنها تعتمد بشكل مطلق على الطاقة المنتجة من قبل الخلية المضيفة. الإصابة المتكررة ب الكلاميدوفيا الرئوية شائع وذلك بسبب الذاكرة المناعية المتعلقة بالجرثومة قصيرة الأمد وجزئية. وهذا بالإضافة إلى أن الكلاميدوفيا الرئوية تميل للإزمان عادة وقد تسبب في هذه الحالة أذية غير عكوسة في الأنسجة وتشكيل ندبات وهذا يتماشى مع الألية المرضية للربو. الإصابة بـ الكلاميدوفيا الرئوية يحرض الاستجابة المناعية الخلوية والخلطية، ومن بين هاتين الاستجابتين المناعيتين وجد أنه المناعة المتواسطة بالخلايا التي تحتوي على الخلايا التائية CD+8 أساسية في القضاء على الجرثوم بينما لم يكن للمناعة الخلطية أي أثر يذكر في القضاء على الجرثوم. وبالرغم من أن المناعة الخلوية هي المسؤولة عن القضاء على الكلاميدوفيا الرئوية إلا أن هذه الاستجابة المناعية قد تكون مضرة للجسم لأنها تحرض على الالتهاب الذي قد يؤدي للربو.

دورها في الربو

يوجد صلة وثيقة بين الكلاميدوفيا الرئوية والربو المزمن عند مرضى الربو غير التأتبي بالمقارنة مع مرضى الربو التأتبي. وفي الواقع إن شدة الربو قد تتحدد بالمستويات المرتفعة ل الكلاميدوفيا الرئوية (وهذا لا يتطبق على الجراثيم والفيروسات الأخرى المتهمة بإحداث الربو)، يعتقد بأن الجرثومة تسبب الربو لأنه قد وجد أنها تسبب ركودة هدبية في الخلايا الظهارية في القصبات.كما أنها تطلق برتين الصدمة الحروري 60-KDa الذي يقدم تنبيه مستضدي مديد. وهذا التنبيه المستضدي يفاقم التهاب المزمن في الربو حيث يزيد من انتاج الستوكينات التهابية، عامل التنخر الورمي TNF-a، الانترلوكين 1، انترلوكين 6 ، الانترفيون غاما من الخلايا مصابة. وهذا ما يؤدي إلى الأذية النسيجية والتندبية المشاهدة في سياق الربو.وهذا بالإضافة إلى أن الكلاميدوفيا الرئوية تحرض الاستجابة المصلية لIgM، IgA، IgG المشاهدة بشكل كبير بالربو المزمن.

الميكوبلازما الرئوية

بكتيريا متحركة غير هوائية مجبرة داخل خلوية لا تملك جدار خلوي، لا تستطيع الحياة خارج الخلية المضيفة وذلك بسبب عدم ثبات الأزمولية في البيئة.

تفاعل الجرثومة مع المضيف

تسبب الميكوبلازما الرئوية أخماج للإنسان والحيوانات والنباتات، وهي جرثومة متطفلة تجتاح الغشاء المخاطي للطرق التنفسية العلوية والسفلية(البلعوم الأنفي، الرغامى، القصبات/ القصيبات، الأسناخ)، لكي تستطيع الميكوبلازما الرئوية الحياة يجب توافر المغذيات الأساسية والمركبات مثل الحموض الأمينية، الكولستيرول، طلائع لتصنيع الحموض النووية، الحموض الدسمة(تحصل عليها من الغشاء الخلوي للمضيف). خلال التصاقها بالخلايا الظهارية قد تسبب أذية وهذه الأذية تحدث بسبب أنتاج عديد من المواد عالية التفاعل مثل الهيدروجين بيروكاسيد وجذور فوق الأكاسيد. وجود الميكوبلازما الرئوية قد يكون مستمر لعدة أشهر بعد الشفاء من الخمج الحاد حيث تكون أيجابية الزرع حتى بعد معالجتها بالصادات الفعالة، والخمج ب الميكوبلازما الرئوية تغيرات بنيوية رئوية مسببة نقصا في معدل جريان الزفير ويزيد من فرط الحساسية حتى عند المرضى غير الربويين.

دور الميكوبلازما الرئوية في الربو الخمج ب الميكوبلازما الرئوية مسؤول عن تحريض هجمات ربو بنسبة قد تصل إلى 50%. غير أنها قد تسبق الإصابة بالربو وتكون من مؤهباته وفي هذه الحالة نلاحظ تسحن المريض عند علاج الخمج. يعتقد أن تحرير السيتوكينات الالتهابية استجابة ل الميكوبلازما الرئوية هو الألية التي تسبب بها الربو وهذا بسبب أن زيادة انتاج السيتوكينات التهابية يتظاهر باستمرار الاستجابة التهابية بالطرق التنفسية والذي سينتهي بأذية نسيجية و ندبية مشاهدة في الربو.

فيروسات الراينو

خصائص فيروسات الرينو

هي أهم سبب للزكام، وهي فيروسات أحادية إيجابية السلسلة من نوع RNA، تندرج ضمن مجموعة فيروسات البيكورنا، وهي فيروسات صغيرة بطول حوال30نانومتر ولا تحتوي على محفظة، الغشاء يحوي 4 بروتينات VP1، VP2، VP3، VP4 . الأول والثاني والثالث موجودة على السطح الخارجي وهي مسؤولة عن التنوع المستضدي لفيروسات الراينو. علما أن فيروسات الراينو تشابه الفيروسات المعوية بشكل كبير بالشكل و الحجم ونوع الحمض النووي إلا أنه يمكن تميزها بأن فيروسات الراينو أكثر عرضة للتخرب بالوسط الحمضي على عكس الفيروسات المعوية التي تتحمل الوسط الحمضي بشكل جيد.

تأثيرها بالمضيف درجة الحرارة التي تتضاعف بها فيروسات الراينو هي 33- 35 درجة مئوية وهي درجة الحرارة في مخاطية الأنف. وعند رجة حرارة 37 ينخفض الانقسام بمعدل يصل ل50%. وهذا يقد يفسر السبب الذي يجعل فيروسات الراينو تنقسم بالمخاطية الأنفية و الطرق التنفسية العلوية بشكل أكبر من الطرق التنفسية السفلية، معظم فيروسات الراينو ترتبط بمركبات الالتصاق داخل الخلويةICAM ، وفي 10% ترتبط مستقبلات البروتينات الشحمية ذات الوزن الجزئي المنخفض.

دورها في الربو عند المرضى الربوين بعمر 9ل11 سنة، وجد أن 80% من هجمات الربو التي ترافقت مع انخفاض بمعدل الجريان الزفيري الأعظمي مع الوزيز كانت بسبب أخماج فيروسية في الطرق التنفسية العلوية، كما أن معدلات عالية من الهجمات الربوية عند البالغين كانت بسبب أخماج بالرينو. وجد مؤخرا أن فيروسات الرينو قادرة على تحريض الظهارة المخاطية على انتاج سيتوكينات التهابية التي تؤدي إلى فرط الاستجابة للمحسسات، افراز مخاط، تفعيل خلايا مناعية. وأيضا يعتقد أن فيروسات الراينو قد تكون سببا في حدوث الربو غير التأتبي.

المصادر

https://en.wikipedia.org/wiki/Asthma-related_microbes