الفرق بين المراجعتين لصفحة: «داء ويلسون»

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (داء أديسون تم نقلها إلى داء ويلسون)
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
'''داء ويلسون''' مرض ينجم عن نقص ال[[غلوبولين]] الذي ينقل ال[[نحاس]] إلى الدم (وهو ال[[سيرولولازمين]]). ونتيجة لنقص هذا هذا البروتين الذي يرتبط به النحاس، يتوضع النحاس ويتراكم في ال[[كبد]] والنوى القاعدية في ال[[دماغ]] وحول القرنية.
'''داء ويلسون''' مرض ينجم عن نقص ال[[غلوبولين]] الذي ينقل ال[[نحاس]] إلى الدم (وهو ال[[سيرولولازمين]]). ونتيجة لنقص هذا هذا البروتين الذي يرتبط به النحاس، يتوضع النحاس ويتراكم في ال[[كبد]] والنوى القاعدية في ال[[دماغ]] وحول القرنية.
==تعريف==
داء ويلسون هو اضطّرابٌ وراثيّ يؤدّي إلى تراكم النّحاس بكميّةٍ كبيرة في الكبد، والدّماغ، وغيرها من الأعضاء الحيويّة. ويظهر داء ويلسون في عدّة طرقٍ مختلفة، إلا أنّه قد يبقى دون اكتشاف لسنوات.
يلعب النّحاس دوراً مهماً في التّطور السّليم للأعصاب، والعظام، والكولاجين، وصباغ الجّلد الميلانيني. وعادةً ما يتمّ امتصاص النّحاس من الغذاء، ويتمّ طرح أيّ زيادةٍ فيه عبر الصّفراء؛ وهي مادّةٌ ينتجها الكبد. ولكن بالنّسبة للمصابين بداء ويلسون، لا يتمّ التّخلّص من النّحاس كما ينبغي، وعِوَضاً عن ذلك فإنّه يتراكم في الجّسم، وقد يصل إلى مستويات تهدّد الحياة بالخطر. وإذا لم يتمّ علاج داء ويلسون فإنّه يودي بالحياة. إنّ داء ويلسون هو مرضٌ قابلٌ للعلاج إذا تمّ تشخيص الإصابة به في وقتٍ باكر، كما أنّ العديد من المصابين بهذا المرض يعيشون حياةً طبيعيّة.
==الأعراض==
==الأعراض==
يبدأ تراكم النّحاس في الكبد عند المصابين بداء ويلسون بعد الولادة مباشرةً، إلا أنّ الأعراض نادراً ما تظهر قبل الخامسة أو السّادسة من العمر، وفي معظم الحالات، يصبح المرض واضحاً قبل سن الثّلاثين، إلا أنّ أعراض داء ويلسون قد تظهر أحياناً في مرحلةٍ لاحقة من الحياة. يمكن أن يُلحِق النّحاس المتراكم الضّرر بالعديد من الأعضاء والأنسجة، إلا أنّ الكبد والجّهاز العصبي المركزي هي التي غالباً ما تتأثّر بالمرض.
#تنكس النوى القاعدية ومظاهر [[داء باركنسون]] كالجفان والصلابة وانعدام توازن المخ.
#تنكس النوى القاعدية ومظاهر [[داء باركنسون]] كالجفان والصلابة وانعدام توازن المخ.
#[[تشمع الكبد]]
#مشاكل الكبد:
بما أنّ النّحاس يبدأ بالتّراكم في الكبد أوّلاً، فإنّ معظم المرضى يشكون في البداية من أعراض تلف الكبد؛ بما في ذلك ألم البطن، واصفرار الجّلد وبياض العين (اليرقان)، ويمكن أن يحدث فقر الدّم أو خروج الدّم بالإقياء في وقتٍ لاحقٍ من المرض. في بعض الأحيان يمكن أن يتطور المرض بدون أية أعراض واضحة حتّى يحدث تشمّع الكبد، وهو تندّبٌ في الكبد لا يمكن شفاؤه ويؤثّر على قدرته على أداء وظائفه الحيويّة بشكلٍ طبيعي. تتضمّن الأعراض عند هذه المرحلة تورّم البطن (الاستسقاء)، أو القدمين (الوذمة)، وتضخّم الطّحال.
#ظهور حلقة حول القرنية تدى حلقة كيرز فلشر (علامة مميزة للمرض)
#ظهور حلقة حول القرنية تدى حلقة كيرز فلشر (علامة مميزة للمرض)
#زيادة طرح النحاس و[[حمض أميني|الحموض الأمينية]] وال[[بروتين]] وال[[سكر]] و[[حمض البول]] وال[[فوسفات]] بسبب نقص وظيفة الأنابيب الكلوية.
#زيادة طرح النحاس و[[حمض أميني|الحموض الأمينية]] وال[[بروتين]] وال[[سكر]] و[[حمض البول]] وال[[فوسفات]] بسبب نقص وظيفة الأنابيب الكلوية.
#المشاكل العصبيّة:يعاني حوالي ثلث المصابين بداء ويلسون من أعراض عصبيّة؛ كالارتعاش، والتّشنّجات العضليّة، والمشية الغير متوازنة، وصعوبات النّطق، وسيلان اللّعاب.
#المشاكل النّفسيّة والسّلوكيّة: يمكن أن يسبّب داء ويلسون تغيّرات مفاجئة في الشّخصيّة وسلوكيات غير مناسبة. وقد يخطأ الأطباء في تشخيص داء ويلسون عند الأطفال على أنّه مجرّد مشاكل سلوكيّة؛ وذلك لأنّ الأطفال يتصرّفون لشكلٍ غير مناسب أو يكون أدائهم في المدرسة ضعيفاً.
#المشاكل العينيّة والكلويّة والعظميّة: يصاب العديد من المصابين بداء ويلسون، حتّى أولئك الذين لا يشكون من أيّة أعراض أُخرى، من اصطباغٍ مميّز بني ذهبي حول القرنيّة (حلقة كايزر-فلايشر) بسبب تراكم النّحاس، غالباً ما يتمّ اكتشاف حلقة كايزر-فلايشر أثناء فحوص العين الرّوتينيّة، ويمكن أن يتداخل داء ويلسون أيضاً مع وظيفة التّصفية للكلى، ويؤدّي إلى عظام ضعيفة هشّة (هشاشة العظام). وقد يؤدّي المرض أيضاً إلى تشكّل حصيّات كلويّة.
 
==الأسباب==
يحتوي عددٌ من الأطعمة؛ وخاصّةً ا[كبد، والمحار، والبندق، والأفوكادو، والفطر، على كميّاتٍ كبيرة من النّحاس. وعندما يتناول المرء تلك الأغذية، يتمّ امتصاص النّحاس عبر الأمعاء الدّقيقة، ويرتبط بالبروتينات التي تدور في الدّم، ويصل بعد ذلك إلى الكبد. ويتمّ طرح أي كميّة من النّحاس لا يستخدمها تُطرح عبر الصّفراء؛ وهي مادّةٌ يُنتِجها الكبد وتساعد على هضم الدّهون.
تسبّب العيوب الوراثيّة تراكم النّحاس
في داء ويلسون، تؤثر طفرةٌ وراثيّة في الجين 13 على الـATP7B؛ وهو بروتين يساعد على نقل النّحاس في الصّفراء، ولهذا البروتين دورٌ أيضاً في دمج النّحاس في السّيرولوبلازمين؛ وهو بروتين ينقل المعادن عبر مجرى الدّم. إنّ وجود عيوبٍ في ATP7B يعني أنّه لا يتمّ التّخلّص من النّحاس كما ينبغي، بل يتراكم عوضاً عن ذلك في الكبد، حيث يمكن أن يسبّب ضرراً خطيراً ولا يمكن الشّفاء منه. بمرور الوقت، يتسرّب النّحاس الفائض من الكبد ويبدأ في التّراكم في الأعضاء الأُخرى وإلحاق الأذى بها، وخاصّةً الدّماغ، والعينان، والكلى، والمفاصل.
على الرّغم من أنّ بعض طفرات الـATP7B تظهر بشكلٍ عفوي، إلا أنّ معظمها ينتقل من جيلٍ إلى آخر. يتمّ وراثة داء ويلسون كسمةٍ وراثية جسدية متنحيّة؛ أي لا تحدث الإصابة إلا إذا انتقلت نسختان من الجّينة التي بها خلل، كنسخةٍ واحدةٍ من كلٍّ من الأبوين. إذا انتقل جينة واحدة شاذّة، فإنّه لا يصاب بالمرض، إلا أنّه يُعتَبَر حاملاً لتلك الجّينة التي بها خلل، وقد تنتقل إلى أطفاله. يُعَدّ داء ويلسون نادر الحدوث، إلا أنّ نسبة الذين لديهم جينة ATP7B الذي به خللٌ تبلغ حوالي واحد بالمائة
==المضاعفات==
يمكن أن يزيد داء ويلسون من خطر الإصابة بالكسور العظميّة والإنتانات الخطيرة، وقد يعيق بشكلٍ كبير وظائف الكلية. إلا أنّ تلف الكبد هو من أخطر المضاعفات التي قد تحدث؛ وقد يكون خطيراً لدرجة أن عملية زرع ال[[كبد]] وحدها يمكنها إنقاذ حياة المريض. والجّدير بالذّكر أنّ داء ويلسون قد يودي بالحياة إذا لم يتمّ علاجه.
تتضمّن المضاعفات الأُخرى ما يلي:
*أذية الجّهاز العصبي المركزي
وهو ما يمكن أن يسبّب حركات متكرّرة لا يمكن السّيطرة عليها، وتيبّس، ومشاكل في الكلام، وفقدان القدرة على أداء المهام في العمل أو المنزل. يمكن أن يتأثّر التّناسق أيضاً؛ وينجم عن ذلك حركة خرقاء وصعبة.
*المشاكل النّفسيّة:
تتضمّن أكثر المشاكل النّفسيّة التي تترافق مع داء ويلسون شيوعاً تقلّبات المزاج، وال[[اكتئاب]]، والسّلوكيات الغير مناسبة، والهياج، وفقدان الذّاكرة، والتّشوّش، وهي ما يمكن أن يتمّ الوقوع في خطأ تشخيصها على أنّها علامات الإصابة بداء [[الزهايمر]].
==العلاج==
يهدف علاج داء ويلسون إلى ما يلي:
*إزالة النّحاس الفائض
*الوقاية من تراكم النّحاس مجدّداً
ما أن يبدأ العلاج حتّى يتوقف ترقّي المرض وتتحسّن العديد من الأعراض والعلامات، إلا أنّ بعض المشاكل تستغرق وقتاً حتّى تتعافى. بينما لا يمكن الشّفاء من بعض المشاكل بشكلٍ تام؛ وخاصّةً تندّب ال[[كبد]] وأعراض نفسيّة أو عصبيّة معينّة. والجّدير بالذّكر حالات داء ويلسون التي لا يتمّ علاجها تودي بالحياة دائماً.
عادةً ما يصف الأطبّاء واحداً من الأدوية التّالية لعلاج داء ويلسون:
[[بنسيلامين]] ([[penicillamine]]):
العلاج بالخلب هو استخدام مواد كيميائيّة تقوم بربط المواد المعدنيّة والشّوارد وطرحها، والبنسيلامين هو أوّل عقار تمّت المصادقة على استخدامه لربط النّحاس وطرحه. وهو يعمل عبر ربط النّحاس وتشكيل مركّب قابل للانحلال في الماء حيث يمكن طرحه عبر البول، وعلى الرّغم من أنّه علاجٌ فعّال، إلا أنّه يمكن أن يسبّب تأثيرات جانبيّة خطيرة؛ بما في ذلك المشاكل الجّلديّة، وتثبيط نقيّ العظم، والعيوب الخلقيّة، وجعل الأعراض العصبيّة أسوأ حالاً ممّا هي عليه.
لا يجب أن يقوم المصابون بمشاكل كلويّة أو أولئك المصابون بحساسيّةٍ للبنسيلين بتناول البنسيلامين، وإذا اختار المرء الخضوع للعلاج بهذا العقار، فإنّه سيحتاج إلى أخذ مكمّلات الفيتامين (ب 16)، وذلك لأنّ البنسيلامين يمكن أن يسبّب عَوَزاً خطيراً في هذا الفيتامين.
*[[Trientine]]:
وهو عامل خلبٍ آخر، ويربط نفسه بالنّحاس ويساعد على طرحه من الجّسم. وبما أنّه أقل سميّةً من البنسيلامين فإنّ العديد من الأطباء يعتبرونه خطّ العلاج الأوّل، وخاصّةً بالنّسبة للمرضى الذين يعانون من أعراضٍ عصبيّة أو كبديّة. يجب الانتباه إلى أنّ هذا الدّواء يرتبط بالحديد أيضاً، ويمكن أن يحدّ تناول مكمّلات الحديد من فعّاليّة الدّواء.
*أسيتات الزّنك:
يعمل هذا الدّواء بطريقة مختلفة عن الأدوية الخالبة، حيث أن معدن الزّنك يمنع امتصاص النّحاس في المعدة والأمعاء الدّقيقة. وهناك بعض التّأثيرات الجّانبيّة للزّنك، إلا أنّه أبطأ فعّاليّة من البنسيلامين و trientin، ولذلك فهو يُعتَبَر علاجاً أوّليّاً فقط للنّساء الحوامل، أو المرضى الذين لا يعانون من الأعراض أو الأذيّات الكبديّة، أو للمرضى الذين لا يحتمّلون الأدوية الأقوى .
يمكن أن يقوم الطّبيب بتغيير البنسيلامين أوالـ trientinإلى الزنك حالما تتحسّن الأعراض التي يعاني منها المريض، أو قد يُستَخدَم الزّنك بالجّمع بينه وبين البنسيلامين بالنّسبة للأشخاص الذين يعانون من الأعراض العصبيّة.
إذا كان المرء مصاباً بداء ويلسون، فقد يحتاج إلى الأدوية التي تخفّض النّحاس مدى الحياة. وقد يوصي الطّبيب بتجنّب مياه الصّنبور التي تحتوي على أكثر من 100 ميكروغرام من النّحاس في اللّيتر، وتجنّب مكمّلات الفيتامينات والمعادن التي تحتوي على النّحاس، بالإضافة إلى الأطعمة الغنيّة بالنّحاس:
*الكبد
*المحار
*الفطر
*البندق
*الشّوكولا
*الفواكه المجففة
*البازلاء والفاصولياء والعدس المجففة
*الأفوكادو
*منتجات النّخالة
===زرع الكبد===
بالنّسبة للأشخاص المصابين بحالةٍ شديدة من تشمّع الكبد، أو التهاب متفشّي في الكبد، أو غيرها من أمراض الكبد الخطيرة، فقد يكون زرع الكبد الخيار الوحيد المُتاح.
 
==الإنذار==
غير متوفّر
==الفحوص المخبرية==
==الفحوص المخبرية==
#نقص السيرولوبلازمين في ال[[مصورة]] وزيادة المطروح منه في البول.
#نقص السيرولوبلازمين في ال[[مصورة]] وزيادة المطروح منه في البول.
==العلاج==
 
*يفضل الـ[[penicillamine]] 1-4غ/يوم مدى الحياة، ويمكن استعمال potassium-solfide الذي يمنع امتصاص النحاس من الأمعاء الدقيقة.
 
*يجب أن يكون الغذاء غني بالبروتين
==مصادر==
==مصادر==
كتاب أمراض الغدد الصماوية والاستقلاب، د.يوسف صائغ، منشورات [[جامعة دمشق]].
كتاب أمراض الغدد الصماوية والاستقلاب، د.يوسف صائغ، منشورات [[جامعة دمشق]].
http://www.epharmapedia.com
{{بذرة}}
{{بذرة}}
[[تصنيف:أمراض]]
[[تصنيف:أمراض]]

مراجعة 14:29، 13 سبتمبر 2012

داء ويلسون مرض ينجم عن نقص الغلوبولين الذي ينقل النحاس إلى الدم (وهو السيرولولازمين). ونتيجة لنقص هذا هذا البروتين الذي يرتبط به النحاس، يتوضع النحاس ويتراكم في الكبد والنوى القاعدية في الدماغ وحول القرنية.

تعريف

داء ويلسون هو اضطّرابٌ وراثيّ يؤدّي إلى تراكم النّحاس بكميّةٍ كبيرة في الكبد، والدّماغ، وغيرها من الأعضاء الحيويّة. ويظهر داء ويلسون في عدّة طرقٍ مختلفة، إلا أنّه قد يبقى دون اكتشاف لسنوات.

يلعب النّحاس دوراً مهماً في التّطور السّليم للأعصاب، والعظام، والكولاجين، وصباغ الجّلد الميلانيني. وعادةً ما يتمّ امتصاص النّحاس من الغذاء، ويتمّ طرح أيّ زيادةٍ فيه عبر الصّفراء؛ وهي مادّةٌ ينتجها الكبد. ولكن بالنّسبة للمصابين بداء ويلسون، لا يتمّ التّخلّص من النّحاس كما ينبغي، وعِوَضاً عن ذلك فإنّه يتراكم في الجّسم، وقد يصل إلى مستويات تهدّد الحياة بالخطر. وإذا لم يتمّ علاج داء ويلسون فإنّه يودي بالحياة. إنّ داء ويلسون هو مرضٌ قابلٌ للعلاج إذا تمّ تشخيص الإصابة به في وقتٍ باكر، كما أنّ العديد من المصابين بهذا المرض يعيشون حياةً طبيعيّة.


الأعراض

يبدأ تراكم النّحاس في الكبد عند المصابين بداء ويلسون بعد الولادة مباشرةً، إلا أنّ الأعراض نادراً ما تظهر قبل الخامسة أو السّادسة من العمر، وفي معظم الحالات، يصبح المرض واضحاً قبل سن الثّلاثين، إلا أنّ أعراض داء ويلسون قد تظهر أحياناً في مرحلةٍ لاحقة من الحياة. يمكن أن يُلحِق النّحاس المتراكم الضّرر بالعديد من الأعضاء والأنسجة، إلا أنّ الكبد والجّهاز العصبي المركزي هي التي غالباً ما تتأثّر بالمرض.

  1. تنكس النوى القاعدية ومظاهر داء باركنسون كالجفان والصلابة وانعدام توازن المخ.
  2. مشاكل الكبد:

بما أنّ النّحاس يبدأ بالتّراكم في الكبد أوّلاً، فإنّ معظم المرضى يشكون في البداية من أعراض تلف الكبد؛ بما في ذلك ألم البطن، واصفرار الجّلد وبياض العين (اليرقان)، ويمكن أن يحدث فقر الدّم أو خروج الدّم بالإقياء في وقتٍ لاحقٍ من المرض. في بعض الأحيان يمكن أن يتطور المرض بدون أية أعراض واضحة حتّى يحدث تشمّع الكبد، وهو تندّبٌ في الكبد لا يمكن شفاؤه ويؤثّر على قدرته على أداء وظائفه الحيويّة بشكلٍ طبيعي. تتضمّن الأعراض عند هذه المرحلة تورّم البطن (الاستسقاء)، أو القدمين (الوذمة)، وتضخّم الطّحال.

  1. ظهور حلقة حول القرنية تدى حلقة كيرز فلشر (علامة مميزة للمرض)
  2. زيادة طرح النحاس والحموض الأمينية والبروتين والسكر وحمض البول والفوسفات بسبب نقص وظيفة الأنابيب الكلوية.
  3. المشاكل العصبيّة:يعاني حوالي ثلث المصابين بداء ويلسون من أعراض عصبيّة؛ كالارتعاش، والتّشنّجات العضليّة، والمشية الغير متوازنة، وصعوبات النّطق، وسيلان اللّعاب.
  4. المشاكل النّفسيّة والسّلوكيّة: يمكن أن يسبّب داء ويلسون تغيّرات مفاجئة في الشّخصيّة وسلوكيات غير مناسبة. وقد يخطأ الأطباء في تشخيص داء ويلسون عند الأطفال على أنّه مجرّد مشاكل سلوكيّة؛ وذلك لأنّ الأطفال يتصرّفون لشكلٍ غير مناسب أو يكون أدائهم في المدرسة ضعيفاً.
  5. المشاكل العينيّة والكلويّة والعظميّة: يصاب العديد من المصابين بداء ويلسون، حتّى أولئك الذين لا يشكون من أيّة أعراض أُخرى، من اصطباغٍ مميّز بني ذهبي حول القرنيّة (حلقة كايزر-فلايشر) بسبب تراكم النّحاس، غالباً ما يتمّ اكتشاف حلقة كايزر-فلايشر أثناء فحوص العين الرّوتينيّة، ويمكن أن يتداخل داء ويلسون أيضاً مع وظيفة التّصفية للكلى، ويؤدّي إلى عظام ضعيفة هشّة (هشاشة العظام). وقد يؤدّي المرض أيضاً إلى تشكّل حصيّات كلويّة.

الأسباب

يحتوي عددٌ من الأطعمة؛ وخاصّةً ا[كبد، والمحار، والبندق، والأفوكادو، والفطر، على كميّاتٍ كبيرة من النّحاس. وعندما يتناول المرء تلك الأغذية، يتمّ امتصاص النّحاس عبر الأمعاء الدّقيقة، ويرتبط بالبروتينات التي تدور في الدّم، ويصل بعد ذلك إلى الكبد. ويتمّ طرح أي كميّة من النّحاس لا يستخدمها تُطرح عبر الصّفراء؛ وهي مادّةٌ يُنتِجها الكبد وتساعد على هضم الدّهون.


تسبّب العيوب الوراثيّة تراكم النّحاس

في داء ويلسون، تؤثر طفرةٌ وراثيّة في الجين 13 على الـATP7B؛ وهو بروتين يساعد على نقل النّحاس في الصّفراء، ولهذا البروتين دورٌ أيضاً في دمج النّحاس في السّيرولوبلازمين؛ وهو بروتين ينقل المعادن عبر مجرى الدّم. إنّ وجود عيوبٍ في ATP7B يعني أنّه لا يتمّ التّخلّص من النّحاس كما ينبغي، بل يتراكم عوضاً عن ذلك في الكبد، حيث يمكن أن يسبّب ضرراً خطيراً ولا يمكن الشّفاء منه. بمرور الوقت، يتسرّب النّحاس الفائض من الكبد ويبدأ في التّراكم في الأعضاء الأُخرى وإلحاق الأذى بها، وخاصّةً الدّماغ، والعينان، والكلى، والمفاصل.

على الرّغم من أنّ بعض طفرات الـATP7B تظهر بشكلٍ عفوي، إلا أنّ معظمها ينتقل من جيلٍ إلى آخر. يتمّ وراثة داء ويلسون كسمةٍ وراثية جسدية متنحيّة؛ أي لا تحدث الإصابة إلا إذا انتقلت نسختان من الجّينة التي بها خلل، كنسخةٍ واحدةٍ من كلٍّ من الأبوين. إذا انتقل جينة واحدة شاذّة، فإنّه لا يصاب بالمرض، إلا أنّه يُعتَبَر حاملاً لتلك الجّينة التي بها خلل، وقد تنتقل إلى أطفاله. يُعَدّ داء ويلسون نادر الحدوث، إلا أنّ نسبة الذين لديهم جينة ATP7B الذي به خللٌ تبلغ حوالي واحد بالمائة

المضاعفات

يمكن أن يزيد داء ويلسون من خطر الإصابة بالكسور العظميّة والإنتانات الخطيرة، وقد يعيق بشكلٍ كبير وظائف الكلية. إلا أنّ تلف الكبد هو من أخطر المضاعفات التي قد تحدث؛ وقد يكون خطيراً لدرجة أن عملية زرع الكبد وحدها يمكنها إنقاذ حياة المريض. والجّدير بالذّكر أنّ داء ويلسون قد يودي بالحياة إذا لم يتمّ علاجه.

تتضمّن المضاعفات الأُخرى ما يلي:

  • أذية الجّهاز العصبي المركزي

وهو ما يمكن أن يسبّب حركات متكرّرة لا يمكن السّيطرة عليها، وتيبّس، ومشاكل في الكلام، وفقدان القدرة على أداء المهام في العمل أو المنزل. يمكن أن يتأثّر التّناسق أيضاً؛ وينجم عن ذلك حركة خرقاء وصعبة.

  • المشاكل النّفسيّة:

تتضمّن أكثر المشاكل النّفسيّة التي تترافق مع داء ويلسون شيوعاً تقلّبات المزاج، والاكتئاب، والسّلوكيات الغير مناسبة، والهياج، وفقدان الذّاكرة، والتّشوّش، وهي ما يمكن أن يتمّ الوقوع في خطأ تشخيصها على أنّها علامات الإصابة بداء الزهايمر.


العلاج

يهدف علاج داء ويلسون إلى ما يلي:

  • إزالة النّحاس الفائض
  • الوقاية من تراكم النّحاس مجدّداً

ما أن يبدأ العلاج حتّى يتوقف ترقّي المرض وتتحسّن العديد من الأعراض والعلامات، إلا أنّ بعض المشاكل تستغرق وقتاً حتّى تتعافى. بينما لا يمكن الشّفاء من بعض المشاكل بشكلٍ تام؛ وخاصّةً تندّب الكبد وأعراض نفسيّة أو عصبيّة معينّة. والجّدير بالذّكر حالات داء ويلسون التي لا يتمّ علاجها تودي بالحياة دائماً.

عادةً ما يصف الأطبّاء واحداً من الأدوية التّالية لعلاج داء ويلسون:

بنسيلامين (penicillamine):

العلاج بالخلب هو استخدام مواد كيميائيّة تقوم بربط المواد المعدنيّة والشّوارد وطرحها، والبنسيلامين هو أوّل عقار تمّت المصادقة على استخدامه لربط النّحاس وطرحه. وهو يعمل عبر ربط النّحاس وتشكيل مركّب قابل للانحلال في الماء حيث يمكن طرحه عبر البول، وعلى الرّغم من أنّه علاجٌ فعّال، إلا أنّه يمكن أن يسبّب تأثيرات جانبيّة خطيرة؛ بما في ذلك المشاكل الجّلديّة، وتثبيط نقيّ العظم، والعيوب الخلقيّة، وجعل الأعراض العصبيّة أسوأ حالاً ممّا هي عليه.

لا يجب أن يقوم المصابون بمشاكل كلويّة أو أولئك المصابون بحساسيّةٍ للبنسيلين بتناول البنسيلامين، وإذا اختار المرء الخضوع للعلاج بهذا العقار، فإنّه سيحتاج إلى أخذ مكمّلات الفيتامين (ب 16)، وذلك لأنّ البنسيلامين يمكن أن يسبّب عَوَزاً خطيراً في هذا الفيتامين.

وهو عامل خلبٍ آخر، ويربط نفسه بالنّحاس ويساعد على طرحه من الجّسم. وبما أنّه أقل سميّةً من البنسيلامين فإنّ العديد من الأطباء يعتبرونه خطّ العلاج الأوّل، وخاصّةً بالنّسبة للمرضى الذين يعانون من أعراضٍ عصبيّة أو كبديّة. يجب الانتباه إلى أنّ هذا الدّواء يرتبط بالحديد أيضاً، ويمكن أن يحدّ تناول مكمّلات الحديد من فعّاليّة الدّواء.

  • أسيتات الزّنك:

يعمل هذا الدّواء بطريقة مختلفة عن الأدوية الخالبة، حيث أن معدن الزّنك يمنع امتصاص النّحاس في المعدة والأمعاء الدّقيقة. وهناك بعض التّأثيرات الجّانبيّة للزّنك، إلا أنّه أبطأ فعّاليّة من البنسيلامين و trientin، ولذلك فهو يُعتَبَر علاجاً أوّليّاً فقط للنّساء الحوامل، أو المرضى الذين لا يعانون من الأعراض أو الأذيّات الكبديّة، أو للمرضى الذين لا يحتمّلون الأدوية الأقوى .

يمكن أن يقوم الطّبيب بتغيير البنسيلامين أوالـ trientinإلى الزنك حالما تتحسّن الأعراض التي يعاني منها المريض، أو قد يُستَخدَم الزّنك بالجّمع بينه وبين البنسيلامين بالنّسبة للأشخاص الذين يعانون من الأعراض العصبيّة.

إذا كان المرء مصاباً بداء ويلسون، فقد يحتاج إلى الأدوية التي تخفّض النّحاس مدى الحياة. وقد يوصي الطّبيب بتجنّب مياه الصّنبور التي تحتوي على أكثر من 100 ميكروغرام من النّحاس في اللّيتر، وتجنّب مكمّلات الفيتامينات والمعادن التي تحتوي على النّحاس، بالإضافة إلى الأطعمة الغنيّة بالنّحاس:

  • الكبد
  • المحار
  • الفطر
  • البندق
  • الشّوكولا
  • الفواكه المجففة
  • البازلاء والفاصولياء والعدس المجففة
  • الأفوكادو
  • منتجات النّخالة

زرع الكبد

بالنّسبة للأشخاص المصابين بحالةٍ شديدة من تشمّع الكبد، أو التهاب متفشّي في الكبد، أو غيرها من أمراض الكبد الخطيرة، فقد يكون زرع الكبد الخيار الوحيد المُتاح.


الإنذار

غير متوفّر


الفحوص المخبرية

  1. نقص السيرولوبلازمين في المصورة وزيادة المطروح منه في البول.


مصادر

كتاب أمراض الغدد الصماوية والاستقلاب، د.يوسف صائغ، منشورات جامعة دمشق. http://www.epharmapedia.com